استراتيجيات لتحسين الرفاهية العقلية

أهمية الصحة النفسية:

استراتيجيات لتحسين الرفاهية العقلية

مما لا شك فيه أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة للفرد. تؤثر على كيفية التفكير والشعور والتصرف، كما تساهم في تحديد كيفية تعاملنا مع التوتر، والتواصل مع الآخرين، واتخاذ القرارات.

وبما أننا نعيش في واقع مليء بالصراعات والتوترات العسكرية والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية أيضاً، فمن الضروري أن يعتني الأشخاص بصحتهم النفسية.

نستعرض في هذا المقال بناء على مجموعة من الدراسات والخبرات، أهمية الصحة النفسية ونقدم استراتيجيات فعالة لتحسين الرفاهية العقلية، والتي يأتي في مقدمتها:

أولاً: أهمية الصحة النفسية

تشير الدراسات إلى أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية؛ بل هي حالة من الرفاهية يتمكن فيها الفرد من تحقيق إمكاناته والتعامل مع ضغوط الحياة والعمل بشكل منتج والإسهام في مجتمعه. تؤثر الصحة النفسية الجيدة على مجموعة أمور:

الجودة العامة للحياة: الأفراد الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر سعادة ورضا.

الأداء الوظيفي والأكاديمي: تساعد الصحة النفسية الجيدة على زيادة الإنتاجية والتركيز.

العلاقات الاجتماعية: تعزز الصحة النفسية العلاقات الاجتماعية الصحية والتواصل الفعّال.

المرونة النفسية: تمنح الصحة النفسية القدرة على التكيف مع الأزمات والتعافي من الصدمات.

ثانيًا: استراتيجيات لتحسين الرفاهية العقلية:

يقول خبراء الصحة النفسية أن الرفاهية العقلية تتحقق عبر عدة خطوات ومنها:

الاهتمام بالذات، ويمكن تحقيق الاهتمام باذات عبر النوم الجيد مثلاً، لأن الحصول على نوم كافٍ هو أساس الصحة النفسية، لذا ينصح خبراء الصحة العامة بضرورة أن يحدد الشخص وقت ثابت للنوم والاستيقاظ. فضلا عن ذلك ينصح الخبراء بضرورة التغذية السليمة، حيث أن تناول وجبات غذائية متوازنة يساعد في تحسين المزاج والطاقة.

ممارسة الرياضة: النشاط البدني يفرز هرمونات السعادة مثل الإندورفين. وبالتالي فإن هذا يساعد في إدارة التوتر، ولأجل تحقيق ذلك، فأن الخبراء ينصحون بضرورة ممارسة تقنيات الاسترخاء، ويدعون الأشخاص لأن يجربوا تمارين التنفس العميق والتأمل واليوغا. إلى جانب ذلك فإن تنظيم الوقت، يمكن أن يساعد في تجنب التوتر الناتج عن الضغوطات الزمنية، لذا حدد أولوياتك واستفد من أدوات إدارة الوقت.

العلاقات الاجتماعية الداعمة: إذ يعتبر البقاء على الاتصال والتواصل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون داعما ويقلل من الشعور بالعزلة، كما أن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أو التطوعية يساعد في تعزيز شعور الانتماء.

التفكير الإيجابي: يتطلب التفكير الإيجابي محاولة استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، وقد يتحقق ذلك وفقاً للدراسات من خلال كتابة اليوميات، إذ يعتبر تدوين الأفكار والمشاعر أمر مهم من أجل تحديد أنماط التفكير السلبية والعمل على تغييرها.

طلب المساعدة المهنية: يمكن للأخصائيين النفسيين (لايف كوتش) تقديم الدعم المهني من خلال الجلسات العلاجية. علماً أنه في بعض الأحيان قد تكون الأدوية مفيدة في تحسين الصحة النفسية، ولكن يجب أن تكون تحت إشراف طبيب مختص، وليس وفقاً لتوجيهات المختص النفسي.

ثالثاً: دور المؤسسات والمجتمع في دعم الصحة النفسية

تعتبر التوعية، ونشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية وكيفية المحافظة عليها، ضرورة هامة تقع على عاتق الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الصحة النفسية. كما ويتطلب منها أيضا توفير الموارد، والخدمات النفسية المجانية أو منخفضة التكلفة، لأن ذلك يمكن أن يساعد الأفراد الذين يحتاجون إلى الدعم.

رابعاً: تعزيز بيئة العمل الصحية:

تشير الدراسات إلى أن تشجيع الشركات والمؤسسات على توفير بيئة عمل داعمة ومراعية للصحة النفسية، تشكل نقطة بالغة الأهمية وعلامة فارقة في حياة الأشخاص الذين يواجهون احتراقا وظيفياً أو يعانون من الاستغلال ولا يحصلون على حقوقهم المشروعة.

في نهاية الأمر، علينا أن نعي أن تحسين الرفاهية العقلية يتطلب جهداً مستمراً واهتماماً واعياً بالصحة النفسية. من خلال اتباع استراتيجيات مثل الاهتمام بالذات، وإدارة التوتر، وتعزيز العلاقات الاجتماعية الداعمة، يمكن للأفراد تحقيق حالة من الرفاهية العقلية التي تساعدهم على العيش حياة أكثر سعادة وإنتاجية. تذكر دائماً أن طلب المساعدة المهنية عند الحاجة هو خطوة شجاعة نحو الحفاظ على صحتك النفسية.