فعلتها شهد وضربت "العادات" في حلبة الملاكمة النسائية

في تحدٍ للأعراف المجتمعية

فعلتها شهد وضربت "العادات" في حلبة الملاكمة النسائية
عدسة: وفاء حجاج

كسرت الطفلة شهد أيوب (13 عاماً) الاحتكار الذكوري لرياضة الملاكمة وتنافست مع فتيات أخريات في بطولات نسائية مطلقة، في قطاع غزة.

 تعتمر شهد خوذة وقفازات وتنتظر بزيهما الأحمر والأزرق، وهي تمارس تدريباتها في المركز الأولمبي الوحيد للملاكمة بقطاع غزة الذي يعاني حصاراً وفقراً شديداً للعام الخامس عشر على التوالي.  

تقول شهد إنها كانت تتابع بطولات الملاكمة عبر "يوتيوب" قبل أن تقرر خوض غمار تجربة اللعب، وقد واجهت معارضة شديدة من الوسط المحيط، وبخاصة أن قطاع غزة معروف بمغالاته في العادات والتقاليد التي تحول دون ممارسة النساء للكثير من الرياضيات.

تشير اللاعبة صاحبة الجسد النحيل "كنت اتابع عبر الانترنت فيديوهات لملاكمين كبار مثل محمد علي كلاي وتايسون وغيرهم وقد كانت طريقتهم في اللعب تبهرني، خصوصا أنهم يفوزون دائماً بالمرتبة الأولى".

وأضافت الطفلة صاحبة الشعر البني: " عندما سمعت عن افتتاح مركز اولمبيك للملاكمة قررت التسجيل بموافقة والدي، ورغم اعتراض أحد اخوتي ونقد المجتمع الذي يعتبر هذا النوع من الرياضة، على أنها رياضة ذكورية، ولكني لم اهتم لذلك".  

وتشير إلى أن كثير من الناس يعتقدون أن هؤلاء الفتيات يقمن بفعل خاطئ خارج عن العادات والتقاليد، لكنهن على قناعة كاملة بجدوى ما يفعلن، ويطمحن للحصول على أعلى ألقاب دولية وعالمية.

وقالت شهد "كل يوم يزيد تعلقي بهذا النوع من الرياضة أكثر وأكثر، أتخيل نفسي كلما ذهبت إلى النادي أني بطلة مشهورة تشارك في بطولات الملاكمة الدولية والعالمية وتمثل اسم بلدها فلسطين."

ويعيش في قطاع غزة، نحو مليوني شخص، يعانون من البطالة المرتفعة التي تزيد عن 65 في المئة في صفوف الشباب.

ويشير المدرب أسامة أيوب (35 عاما)، الذي يقوم على تدريب شهد وغيرها من الفتيات إلى قلة الإمكانيات المتاحة في هذا القطاع المحاصر، وكيف أن كل ما حققه في مجال رياضة الملاكمة كان جهدا شخصيا.

وقال أيوب في تصريح صحفي"نحن ناد أولمبي للملاكمة، غياب الامكانيات يعتبر من أهم المعوقات التي تواجهنا". ويضيف مفتخرا "هذا مجهود شخصي".