يُعدّ ذبح الأضحية من أعظم القربات إلى الله في أيام عيد الأضحى، ومن أبرز الشعائر التي يتقرب بها المسلمون إلى الله سبحانه وتعالى، لما فيها من إحياء لسنة خليل الله إبراهيم عليه السلام، وتحقيق للتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
لكن هذه العبادة العظيمة لها ضوابط شرعية محددة يجب الالتزام بها، وعلى رأسها اختيار الوقت الشرعي والمناسب لذبح الأضحية.
الوقت الشرعي لذبح الأضحية
أجمع العلماء على أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى مباشرة، وليس قبلها، ويمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي إلى مغرب يوم 13 ذو الحجة.
وهذا يعني أن المدة الشرعية للذبح تمتد أربعة أيام: يوم النحر (10 ذو الحجة) وثلاثة أيام التشريق (11 و12 و13 ذو الحجة).
وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ:"من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحمٌ قدمه لأهله، وليس من النسك في شيء" (رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية أخرى:"من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو شيء عجّله لأهله، ليس من النسك في شيء" (رواه مسلم).
وبذلك يتبيّن أن من يذبح قبل صلاة العيد، فإن أضحيته لا تُعتبر صحيحة شرعًا، بل تُعدّ مجرد لحم عادي، ويجب عليه أن يذبح أضحية أخرى إن أراد الأجر والثواب.
أفضل وقت للذبح خلال الأيام الأربعة
أفضل الأوقات على الإطلاق هو بعد صلاة العيد مباشرة، في يوم النحر، لأنه وقت فاضل، ولأن النبي ﷺ ضحّى بعد الصلاة، وقال: "إنا أول من نبدأ بهذا اليوم"، فاتباع السنة في توقيت الذبح فيه أجر مضاعف.
يُستحب أن يتم الذبح في ساعات النهار، خاصة بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح (بعد صلاة العيد)، لأن الذبح في النهار أيسر وأوضح، ولأنه يُظهر الشعيرة للناس.
لا يُمنع الذبح ليلًا خلال أيام التشريق، إلا أن جمهور العلماء قالوا إن الذبح نهارًا أفضل، بسبب وضوح الرؤية وتفادي الخطأ، ولأن النبي ﷺ وأصحابه لم يُنقل عنهم أنهم ذبحوا ليلًا.
من فاتته الأضحية في يوم النحر
إذا لم يتمكن المسلم من الذبح في يوم العيد لأي عذر، فلا حرج عليه أن يذبح في أحد أيام التشريق الثلاثة التالية، أي في 11 أو 12 أو 13 من ذو الحجة، بشرط أن يتم الذبح قبل غروب الشمس في اليوم الثالث من التشريق. فإذا غربت الشمس في اليوم 13 دون أن يذبح، فات وقت الأضحية، ولا يجوز الذبح بعدها على أنه أضحية.
خطأ شائع الذبح قبل صلاة العيد
من الأخطاء المتكررة التي يقع فيها بعض المسلمين، خصوصًا في القرى والمناطق البعيدة عن المساجد، أن يذبحوا أضحيتهم قبل أداء صلاة العيد، إما جهلًا بالحكم أو استعجالًا في الذبح، وهذا مخالف للسنة، وقد أبطله النبي ﷺ كما ورد في الأحاديث.
الحل إذا وقع الذبح قبل الصلاة، هو أن يُذبح مرة أخرى بعد الصلاة، إذا كان الذابح يريد أجر الأضحية، وكان قادرًا على إعادة الذبح.
هل يجب أن يذبح المسلم أضحيته بيده؟
السنة أن يذبح المسلم أضحيته بيده إن كان يستطيع، لأن النبي ﷺ ذبح أضحيته بيده، وسمى وكبّر. فإن لم يستطع، فله أن يُوكل غيره في الذبح، ويُستحب أن يكون حاضرًا وقت الذبح، ويسمّي الله ويكبّر.
أهمية الالتزام بالوقت الشرعي
الالتزام بوقت الذبح ليس مسألة تنظيمية فقط، بل هو شرطٌ لصحة الأضحية، ومن يفوّت الوقت المشروع يفوّت الأجر والثواب المرتبط بهذه العبادة. لذلك، على المسلم أن يتحرّى الدقة في معرفة متى تبدأ صلاة العيد في منطقته، ثم يبدأ الذبح بعدها.
أفضل وقت لذبح الأضحية.. كيف تختار الوقت المناسب؟