يبحث المسلمون في مختلف أنحاء العالم سنويًا عن موعد بداية العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهي الأيام التي خصها الله بمكانة عظيمة في القرآن والسنة، لما فيها من عبادات مميزة وفضائل لا تتكرر في غيرها من الأيام.
وبحسب الحسابات الفلكية، فإن أول أيام ذي الحجة 1446 هـ سيوافق الخميس 29 مايو 2025 ميلاديًا، وهو ما يعني أن العشر الأوائل من ذي الحجة تبدأ من هذا اليوم.
وتستمر حتى يوم الجمعة الموافق 7 يونيو 2025، الذي يُصادف يوم عرفة، يليه عيد الأضحى المبارك يوم السبت 8 يونيو.
لكن يبقى هذا التوقيت فلكيًا، وقد تختلف البداية الفعلية تبعًا للرؤية الشرعية لهلال ذي الحجة، والتي تعلن عنها المملكة العربية السعودية، كونها الدولة التي تُشرف على مناسك الحج، ولأن تحديد يوم عرفة وعيد الأضحى مرتبط بها.
لماذا هذه الأيام هي الأعظم في العام كله؟
جاءت النصوص الشرعية لتؤكد أن هذه الأيام ليست كغيرها من أيام السنة. فهي أيام يجتمع فيها أنواع متعددة من الطاعات: الصلاة، الصيام، الذكر، الصدقة، قراءة القرآن، الحج، والذبح، وهي عبادات لا تجتمع كلها إلا في هذه الأيام.
يقول الله تعالى في سورة الفجر:
"والفجر. وليالٍ عشر"
وقد فسّر جمهور العلماء أن المقصود بالليالي العشر هنا هي العشر الأوائل من ذي الحجة.
وفي الحديث الصحيح، قال النبي ﷺ:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، أي العشر الأوائل من ذي الحجة.
وهذا الحديث وحده يكفي ليُدرك المسلم أن هذه الأيام كنز من الحسنات لا يُقدّر بثمن.
ما الذي يميّز العشر الأوائل من ذي الحجة؟
ما يميّز هذه الأيام أنها تحوي مناسبات عظيمة قلّ أن تجتمع في غيرها:
فيها أيام معلومات ذكرها الله في القرآن ودعا إلى ذكره فيها.
فيها الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
فيها صيام يوم عرفة، الذي يُكفّر ذنوب سنة مضت وسنة قادمة.
فيها يوم النحر، أعظم أيام الدنيا، ويقع في اليوم العاشر من ذي الحجة.
فيها الأضحية، وهي سنة مؤكدة لمن استطاع، وتُعتبر من أحب الأعمال إلى الله في هذه الأيام.
كيف يستثمر المسلم هذه الأيام العظيمة؟
الفرصة أمام كل مسلم ومسلمة ليغتنم هذه الأيام بالتقرب إلى الله، فهي فرصة للتوبة، وللتعويض عن ما فات من تقصير في الشهور الماضية. ومن أبرز الأعمال التي يُستحب الإكثار منها:
الصيام: خاصة في التسعة أيام الأولى، وأهمها يوم عرفة.
الذكر: التسبيح، التهليل، التكبير، والتحميد.
قراءة القرآن: واستشعار عظمة هذه الأيام أثناء التلاوة.
الصدقة: فهي من أحب الأعمال إلى الله، وأثرها مضاعف في هذه الأيام.
الدعاء: لأن القلوب تكون أقرب للقبول، والدعاء فيها مستجاب بإذن الله.
الأضحية: لمن كان قادرًا، وهي عبادة عظيمة تتقرب بها إلى الله.
متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025؟ ولماذا هي أعظم أيام العام؟