تحرق القطن وتصنع كحلاً.. إليكم قصة المسنة تمام

تحرق القطن وتصنع كحلاً.. إليكم قصة المسنة تمام

هذا الكحل في عيني من صنع يدي، وهل هناك أجمل من كحل أصنعه؟!. أنا تمام أبو عيسى في العقد السادس من العمر وأقطن بمحافظة دير البلح وسط قطاع غزة. امتهنت صناعة الكحل العربي التقليدي منذ كنت شابة، وأواصل العمل على إنتاجه إلى الآن، فهو أفيّد لصحة العين وأكثر جاذبية من كُحل العين الحديث.

الكُحل العربي التقليدي القديم له شعبية خاصة في أوساط النساء اللواتي تجاوزن الأربعين والخمسين من العمر، بسبب ما ترى النساء أنه يجعل عيونهن أكثر جمالا إضافة لفوائده الصحية التي تنبع أساساً من أحد مكوناته الرئيسية، ألا وهو زيت الزيتون، فيما أن الجيل الناشئ لا يعرف شيئا عن فوائده ويميل لاستخدام الكحل الجاهز.

للكُحل العربي سحر خاص عندما يوضع فوق وتحت العين، وطريقة تحضيره ليست معقدة لكنها في الوقت نفسه تتطلب مهارة عالية، حيث تقوم العملية على إيقاد اللهب، وسكب زيت الزيتون بمقدار على قطعة قماشي طبيعي أو قطن مثلاً، تنقع فيه قبل أن تضرم في النار، ثم تغطى بطبق معدني لتتحول تدريجيا إلى قشرة رماد حالك السواد تلتصق بسطح الطبق، ثم أقوم بكشطها وتعبئتها في علب تقليدية تسمى مكاحل، وهي مصنوعة من النحاس تشبه المحبرة.

هذه الطريقة التي ورثتها منذ زمن بعيد، تساعد في حماية العينين من الجراثيم وتخفيف الانتفاخ والاحمرار الناتج عن الحساسية الموسمية. هو بالفعل ليس مجرد تراث ورثناه عن أمهاتنا وجداتنا منذ القدم، ولكنه علاج طبي. صحيح أنه ليس بمقدور جميع النساء في قطاع غزة اقتناؤه بسبب تكلفته العالية، ولذلك يفضل الكثير منهن شراء الجاهز، لكن يظل التقليدي أجمل وأنقى.