الحرب سرقت من عائلة "أبو حمادة" خليلها الوحيد

أنجبته والدته بعد 12 عام من المحاولة

الحرب سرقت من عائلة "أبو حمادة" خليلها الوحيد

 البيت يتيم من بعدك يا خليل، نجوى يتيمة من بعدك"، هكذا عبرت نجوى حمادة (45 عاماً) والدة الشهيد خليل أبو حمادة عن فقدها لوحيدها في إحدى المقابلات التلفزيونية. الأم التي أعدت الليالي من أجل لقاء طفلها بعد سنوات من العقم، عادت مجدداً إلى حالة الوحدة.

12 عاماً أمضتها نجوى في عش الزوجية من دون أطفال، إلى أن رزقت بطفل جميل سعت إلى تأمن حياة كريمة له، الأمر الذي دفعها إلى دراسة "التمريض" في الجامعة الاسلامية بغزة، في سن متأخرة، واكتملت سعادتها بحصولها على وظيفة حكومية، فسخرت راتبها لبناء شقة سكينة لوحيدها، وجمع نفقات زواجه، لتزفه عريساً في أقرب فرصة.

صورة

يحكي أقارب أبو حمادة، أن والده أقام الليال الملاح والولائم والسهرات لبضع أيام متواصلة عندما رزق بطفله بعد سنوات من الصبر والألم والإنفاق على خمس محاولات لإجراء عمليات زراعة أطفال "الأنابيب". وقد رباه حباً وحناناً ودلالاً، على أملٍ أن يملئ عليه الدنيا أحفاد كما قال.

وشاء القدر أن يرتقي "خليل" شهيداً بعدما بلغ من العمر 19 عاماً، خلال عملية قصف استهدفت تسعة مواطنين بمخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقد أسفر العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استمر 3 أيام عن 44 شهيد من بينهم 15 طفل و4 سيدات و360 اصابة بجراح مختلفة.

أم الشهيد خليل أبو حماده تحتضن ابنها الوحيد الشهيد

"فاكهة الحارة"، هكذا وُصف الشهيد خليل، على لسان أبن عمه "يوسف"، الذي روى خصاله الحميدة وأخلاقه وقيمه في التعامل مع الناس، وقال: "لقد فوجئت بأن خليل أصبح شهيداً محمولا على الأكتاف، خلال عملية على تغطية الأحداث من داخل المستشفى الاندونيسي شمال القطاع".

وأضاف يوسف في سياق حديثه لـ"آخر قصة"  "تواصلت مع خليل وأخبرني أن الوضع هادئ وأنه بانتظاري للجلوس معاً ولكن عشر دقائق حالت بيني وبينه فأتاني للمستشفى شهيدا بلمح البصر".

قبل أيام قليلة من استشهاده، كان الشاب خليل ينهي أعمال البناء في شقته الخاصة والتي كان ينوي أن يزف إليها عريسا، ويحقق حلم والديه بأن يملأها بالأحفاد، كما يشير أبن عمه يوسف. وقال: "أحضر الكنافة لنا جميعاً وأوصاناً مازحاً ماذا يريد هدايا الزواج من كل واحد منا.

ولم يكن خبر استشهاده عادياً بالنسبة لكل من عرفه، فهو مدلل العائلة الذي طال انتظاره وسلب قلوب الجميع بحسه الفكاهي وخفة ظله وكرمه الجم، كما يقول أبن عمه، مضيفاً "كان لا يمر عليه مار في الطريق إلا وأخذه لبيته ليكرمه ويحسن ضيافته ".