حياكة الزي المدرسي: تجارة تنشط مؤقتًا 

حياكة الزي المدرسي: تجارة تنشط مؤقتًا 

قال براء جبر صاحب مصنع خياطة في قطاع غزة، إنّ العمل داخل مصانع الخياطة المختصة في إنتاج الزيّ المدرسي ينشط ويتضاعف قبيل بدء العام الدراسي الجديد والعودة إلى المدارس، مشيرًا إلى أنّها من أهم مواسم الربح في غزة.

ويشير جبر وهو في الأربعينيات من عمره ، ويعمل في هذه المهنة منذ عدّة سنوات، إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ الزي المدرسي أساسي لكل طالب؛ إلا أنّ الطلب عليه تراجع في السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرُّ بها سكان القطاع، والتي تجعل أكثر من 80% منهم يعيشون على المساعدات.  

يختص مصنع جبر في صناعة ملابس الأطفال تحديدًا، فيما يقصر عمله هذه الفترة على إنتاج كميات كبيرة من الزيّ المدرسي؛ في محاولة لتغطية حاجة الأسواق المحليّة. بيّد أن العائد الربحي الذي يجنيه من هذا الموسم هو "متواضع"، وذلك لمراعاته أوضاع القطاع الاقتصادية رغم ارتفاع جودة المنتج، وفق قول صاحب المصنع. 

وتبدو أسعار الزيّ المدرسي "المريول" ثابتة، بحسبِ جبر، منذ سنوات، إذ تتراوح ما بين (22-30 شيكلا) حسب ارتفاع جودة المنتج والطراز. غير أنّ الزبائن أصبحوا يبحثون عن البضائع ذات السعر الأقل متنازلين عن الجودة، وذلك نظرًا لضيق الحال وقلّة ذات اليد، وتغول الفقر وتفشي البطالة بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عامًا وإلى اليوم.

وأشار جبر إلى أنّ الموسم الحالي من أهم المواسم السنوية التي تتضاعف فيها كمية إنتاج المصنع؛ ففي الأعياد تكون الكمية أقل، بينما يبقى الزيّ المدرسي أساسيًا لكل الطلبة الذين يُشكّلون ما يُعادل ربع سكان فلسطين. إذ أفادت بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الماضي إلى أنّ عدد طلبة المدارس في فلسطين، قد بلغ حوالي 1.388 مليون طالب وطالبة، منهم 1.116 مليون طالب وطالبة في المرحلة الأساسية.

وبالعودة إلى جبر الذي يُنتج في مصنعه الزيّ المدرسي الخاصّ بمدارس الحكومة والأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) على حدٍ سواء، فيُصنِّع "المريول الأخضر الغامق لطالبات المدارس الحكومية"، و"المريول المقلم بالرمادي والأبيض لطالبات مدارس الأونروا"، إلى جانب زيّ الطلاب الذي يعتمد على الفانيلات الزرقاء والبنطال الجينز.

يحاول جبر تجديد التصاميم على الزيّ المدرسي الذي يُنتجه في مصنعه، يقول: "أدخل الخط العربي كتصميم جديد على الزي المدرسي الخاص بالطالبات، إلى جانب إدخاله للتطريز الفلاحي مسبقاً، وذلك بهدف التجديد والتمييز وإبراز الهوية الفلسطينية في أبسط التفاصيل".

وهو ما انعكس على طلبات الزبائن، فوفقًا لجبر، قلّ إقبالهم على الزيّ المدرسي السادة بشكلٍ ملحوظ، وازداد على المطرز منه والمضاف إليه لمسات جمالية خفيفة. 

على الرغم من الجهود الإبداعية في التصميم والإنتاج إلا أنّ جبر يواجه صعوبات وتحديات في عمله، أهمها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والاضطرار للمصادر البديلة التي تعتبر مُكلفة مادياً وغير مستقرة.