الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، تُذبح في أيام عيد الأضحى تقرباً إلى الله، واتباعاً لسنة إبراهيم عليه السلام.
ولكي تكون الأضحية صحيحة ومقبولة، لا بد أن تتحقق فيها عدة شروط تتعلق بالمُضحي، ونوع الأضحية، وصفاتها، وتوقيت ذبحها، وطريقة توزيعها. فيما يلي عرض مفصل لأهم هذه الشروط:
أولاً: شروط تتعلق بالمُضحي
-
النية: يجب أن ينوي المضحي الأضحية تقرباً إلى الله تعالى، فالنية ركن أساسي في قبول العبادة.
-
الإسلام: لا تصح الأضحية من غير المسلم.
-
الإقامة: تصح من المقيم والمسافر، ولكن الأفضل أن تكون من المقيم لأنه يشارك الجماعة في شعيرة العيد.
-
القدرة المالية: لا تجب الأضحية على الفقير، لكنها سنة مؤكدة لمن كان قادراً مالياً ولا تلزمه ديون أو حاجات أساسية أهم.
-
عدم الأخذ من الشعر والأظافر: يُستحب للمضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة ألا يأخذ من شعره أو أظافره حتى يذبح، تشبهاً بالمحرم.
ثانياً: شروط تتعلق بالأضحية نفسها
1. النوع
يجب أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي:
-
الإبل
-
البقر
-
الغنم (الضأن أو الماعز)
2. السن
يشترط أن تبلغ الأضحية السن المعتبر شرعاً:
-
الإبل: 5 سنوات
-
البقر: سنتان
-
المعز: سنة
-
الضأن (الخروف): 6 أشهر إذا كان ممتلئ الجسم ويكفي في المنظر.
3. السلامة من العيوب
من أهم الشروط أن تكون الأضحية سليمة من العيوب الظاهرة التي تنقص من لحمها أو تُفسد هيئتها، مثل:
-
العور البيِّن
-
المرض الظاهر
-
العرج الواضح
-
الهزال الشديد
-
انكسار القرن أو قطع الأذن أو الذيل بشكل فاحش
-
فقدان الأسنان المؤثرة على الأكل
قال النبي ﷺ: "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي" (رواه أبو داود والترمذي).
4. التمليك
يجب أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي وقت الذبح، فلا تجوز من مال مغصوب أو مسروق، ولا من أضحية مرهونة أو مشتركة بشكل غير جائز شرعاً.
ثالثاً: شروط تتعلق بوقت الذبح
-
يبدأ وقت الذبح بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، فلا تصح قبل الصلاة.
-
يستمر وقت الذبح إلى مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق (أي: حتى نهاية اليوم 13 من ذي الحجة).
-
الأفضل أن تُذبح في اليوم الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، حسب الترتيب.
قال ﷺ: "من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدّمه لأهله، وليس من النسك في شيء" (رواه البخاري ومسلم).
رابعاً: شروط تتعلق بطريقة الذبح والتوزيع
-
الذبح يكون بآلة حادة وباسم الله، ويُسن أن يباشر المضحي الذبح بنفسه إن قدر، أو يشهده على الأقل.
-
التكبير عند الذبح سنة مؤكدة: "بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك".
-
التوزيع: يُستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاث:
-
ثلث للأكل
-
ثلث للهدية
-
ثلث للصدقة
-
ويجوز أكلها كلها أو التصدق بها كلها بحسب الحاجة، لكن لا يجوز بيع شيء منها أو إعطاء الجزار منها كأجرة.
خامساً: الأضحية بالاشتراك
-
الإبل والبقر: يجوز الاشتراك فيها لسبعة أشخاص بشرط أن تكون نيتهم جميعاً الأضحية أو التقرب.
-
الغنم: لا يجوز الاشتراك فيها، بل تكون لشخص واحد فقط.
شروط الأضحية واضحة وميسرة، ومن رحمة الله أنها متاحة لمن استطاع، ولا حرج على من لم يقدر. والحرص على توفر هذه الشروط هو تعبير عن صدق النية، وتعظيم لشعائر الله، كما قال تعالى: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" [الحج: 32].
شروط الأضحية: دليلك لاختيار أضحية صحيحة ومقبولة شرعاً