ماضي يفترش مكتبة على رصيف مجمع الجامعات بغزة

ماضي يفترش مكتبة على رصيف مجمع الجامعات بغزة
APA
ماضي يفترش مكتبة على رصيف مجمع الجامعات بغزة

بالقرب من مجمع الجامعات في مدينة غزة، وفي شارعٍ يجمع ثلاثة جامعات، يفرش الخمسيني محمد ماضي، عدداً كبيراً من الكتب على الأرض، بمختلف مجالاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ بهدف نشر الوعي وثقافة القراءة في المجتمع.

يقول ماضي إنَّ قراءة الكتب هوايته منذ عشرات السنين، وبعد تقاعده من مهنة التعليم، قرر امتهان بيعها واختار هذه المهنة ليس بهدف كسب الرزق فحسب، بل لتقديم خدمة للمجتمع ومحاولة نشر ثقافة القراءة، من خلال توفير مختلف الكتب بأسعار زهيدة.

في سنٍ مبكرة بدأ شغف القراءة مع ماضي إذ يعود لعام 1975، ومن بعدها اتخذ القراءة أسلوب حياة، كالأساسيات التي يعيش عليها الانسان، ويمتلك الآن كتب يتراوح عددها من 10 إلى 20 ألف كتاب، يعرضهم للبيع، فيما يتمتع هو بمكتبةٍ خاصة لا يستطيع التفريط بها يُسميها "أم الكتب" لما تتضمنه من علوم معرفية متنوعة ما بين الأدب والسياسة والفلسفة وغيرها.

ورغم اختياره منطقة حيوية لبيع الكتب تضم أعداد كبيرة من طلبة الجامعات؛ إلا أنَّ ماضي يَلحظ اقبالاً ضعيفًا على اقتناء الكتب، فيما أشار هو إلى أنّ "القراءة اللامنهجية يكون وقعها أكثر في نفس القارئ، لكونه يقرأ دون هدف الشهادات الدنيوية، بل بهدف الثقافة واكتساب المعرفة"، إذ يحرص ماضي على بيع الكتب بأسعارٍ بسيطة تُمكِّن الجميع من شرائها، فهي بطبيعة الحال أقل ثمنًا من تلك التي تُباع داخل المكتبات الكبرى.

من بين زبائن ماضي كانت تقف "ميراش خالد" وهي طالبة جامعية تقول إنّها تحرص دائمًا على البحث عن الروايات الدرامية وقصص الرعب، إذ تنجذب للقصص البوليسية لما تمتاز به من أسلوب تشويقي، وهذا ما قادها إلى التخصص في مجال التخدير والانعاش، وتقول: "يلفتني بالقصص دور البطولة، لذلك أتمنى إتقان هذا الدور في مجالي العملي مستقبلاً، من خلال المساهمة في إنقاذ حياة المرضى"، فيما أكّدت على أهمية الثقافة على تغذية فكِر الأشخاص وحياتهم.