إذا سألت شاباً فلسطينيًا نازحاً من شمال قطاع غزة ويقيم في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع، سواء داخل خيمة أو مركز إيواء، عن أمنيته بعد مرور ستة أشهر على الحرب، سيجيب بدون تردد أن يعود إلى مسكنه شمالي وادي غزة.
لم يكن يدر في خلد الفلسطينية الشابة دينا عليوة (٢٦عاماً)، البتة أن الاستعدادات لقدوم مولودها قد ذهبت أدراج الرياح، بفعل الحرب على قطاع غزة، وأنه في الموعد المقرر لولادته كانت وفاته.
يواجه سكان قطاع غزة مجاعة حقيقية يتعرضون نها نتيجة الحرب المستمرة منذ ستة أشهر. وقد بدأت تظفوا تداعيات سوء التغذية على الأطفال بوجه خاص.
تشكل الحروب والصراعات المسلحة من أخطر الأحداث التي يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للسكان المدنيين في المناطق المتضررة وبخاصة في قطاع غزة. فبجانب الدمار الجسدي والخسائر المادية، تترك الحروب أثرًا عميقًا على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات المتأثرة. ومن المهم فهم تلك التداعيات النفسية لتطوير استراتيجيات للتعامل معها ودعم الضحايا.
في أغلب الأحيان لا يبوح كبار السن في المجتمعات العربية، بما فيها الأراضي الفلسطينية بالمشاكل النفسية والأزمات التي يمرون بها، وهذا في الغالب يشكل تهديداً لصحتهم النفسية.
لم تحمل الحرب الدائرة في قطاع غزة، الناس على النزوح فقط، بل وعلى الجوع أيضاً. حيث حال منع الاحتلال الاسرائيلي إدخال المساعدات إلى سكان شمال قطاع غزة، دون حصول مئات الألاف من المواطنين على وجبات طعام منتظمة سواء من الدقيق أو الخضروات.